عبدالرحمن فهمي
المقالات التي كتبتها عن "هدم سور برلين في نادي الجزيرة" وإعادة الأرض إلي أصحابها.. بعد المهازل والسرقات والمحاكم طوال خمسين عاما منذ إنشاء ما سموه "مركز شباب الجزيرة".. هذه المقالات لقيت صدي كبيرا لم اتوقعه.. خصوصا انها ليست عن "المجنونة" التي اسمها "كرة القدم".
وثقتي وثقة الجميع كبيرة في حكم الرجل الفاضل الدكتور خربوش فليس في مصلحة أحد.. ولا مصلحة البلد إذا كنا مازلنا نفكر في الصالح العام ليس من المصلحة ان يظل المال العام ينزف داخل بالوعة!!.. في نفس الوقت الذي نحن مقبلون فيه علي سنوات عجاف لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي.
في بعض الفاكسات التي تلقيتها يطلب أصحابها من الدكتور خربوش ان يسأل ويتحري لماذا أصبح المبني الاجتماعي لهذا المركز أصبح خرابة.. وينوي المجلس القومي للشباب إنشاء مبني جديد.. رغم ان هذا المبني تم بناؤه في أواخر الستينيات.. بينما المبني الاجتماعي لنادي الجزيرة الذي تم بناؤه في القرن قبل الماضي منذ 108 أعوام مازال مفخرة لمصر كلها.
حرام أم حلال نظل نصرف علي مركز شباب لا يستفيد منه الشباب تحول إلي "بنسيون ريفي" لأقارب الخفراء أو بلدياتهم بأرخص الأسعار.
حرام أم حلال ننشئ حمام سباحة جديدا بعد ان تم "تشوين" الحمام القديم.. وبيعه "خردة" ثم تطلبون منا ضرائب وتمغة وفواتير كهرباء وتليفونات مفزعة ومزعجة.
الحكاية في منتهي الوضوح.. والسهولة.. بدلا من اعتماد 300 مليون جنيه لسكبها في بالوعة ليس لها قرار اتركوا الأرض لأصحابها.. وسترون بعد شهور معدودة كيف سيستغل نادي الجزيرة هذه "الخرابة" وتحويلها إلي ناد عالمي حقيقي.. وهناك مكالمة تليفونية طويلة من الصديق المدرب العالمي في التنس كابتن محمد سيف يقترح خلالها حلا وسطا.
يسترد نادي الجزيرة ستين فدانا من أرضه المسلوبة بغير حق وتحوّل الثلاثين فدانا الباقية إلي "مركز أوليمبي" لا "مركز شباب".. مركز أوليمبي عالمي لاعداد الأبطال.. وعندنا الفندق يتم إكماله.. خاصة ان المركز موقعه أكثر من رائع في وسط القاهرة.. ويقع علي النيل ممكن ممارسة رياضة التجديف والسباحة والغطس.. ليس بديلا عن "مركز المعادي" ولكن من أجل المنافسة في الاعداد.. خاصة ان "مركز الجزيرة الأوليمبي" قريب من كل الأندية عكس مركز المعادي.
كل شيء ممكن.. ولكن المهم ان لا يبقي الحال علي ما هو عليه.. حرام.. ثم حرام.. ثم حرام!!
ثم لماذا لا نشكل لجنة علي أعلي مستوي لبحث الموضوع ميدانيا علي الطبيعة من كل الوجوه.
ذات يوم فكر الرجل الفاضل محمد أحمد في ان يستولي اتحاد الكرة علي جزء من المركز ليكون ملعبا للفريق القومي بعد إنشاء فندق في مبني الاتحاد ولكن "مافيا" المركز حاربوا الفكرة.. رغم ان المركز لا يبعد عن الاتحاد أكثر من عرض شارع ضيق!!.. ولكن ماذا تقول لمافيا الرياضة التي تتحكم في البلد منذ سنوات.