بلاتعصب

في الماضي كانت مهنة الصحافة مهنة من لا مهنة له وكان الجورنالجي أو الغازتيجي أي الصحفي سبة في جبين أهله!! ولكن دوام الحال من المحال تطور
الزمن وتطورت الصحافة وصارت مهنة من أقدس وأشرف المهن في نظر الجميع.. بل إنهم أطلقوا عليها السلطة الرابعة رغم أنني أري أنها سلطة فوق كل السلطات.. فهي تكشف الكثير والكثير من الخبايا وتضم صوتها دائما إلي صوت المظلومين والمقهورين في كل مكان من العالم.. وكان طبيعياً أن تتطور وسائل الإعلام الأخري مثل الإذاعة ثم التليفزيون.. فبعد أن كانت الإذاعة تبث إرسالها لمدة ساعة أو ساعتين يومياً تعددت الشبكات الإذاعية وصار البث علي مدار اليوم كله نفس الشيء بالنسبة للتليفزيون.. وبدأ تهافت الشباب علي العمل في هذا المجال لأن له بريقاً يختلف عن بقية الأعمال الأخري.. وقد شجع هذا الكثير من الناس للجري وراء الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية.. وأكثر الذين يجرون وراء العمل في الصحافة هم لاعبو كرة القدم من عواجيز الفرح الذين اعتزلوا وانحسرت عنهم الأضواء.. وقل تشجيع الناس لهم.. من هنا بات كل منهم يجري وراء القنوات الفضائية للعمل فيها لتعويض نقص عنده أو يحتفظ ببريق الأضواء الذي اعتاد عليه. فصرنا نري مقدمي برامج جهلة لا يعرفون تأثير الإعلام علي المجتمع وتظهر علي وجوههم وهم يطلون عبر الشاشة الصغيرة نبرة التعصب لناديهم الذي كانوا يلعبون فيه وحقدهم علي ما دونه من الأندية! ويدعون الناس إلي مزيد من التعصب بشكل غير مباشر وإذا حاوروا تعصبوا.. وإذا تحدثوا ألحنوا.. لأن اللغة صناعة لا يمكن للإنسان أن يتعلمها وهو يقترب من سن المشيب.. فإذا نطق صحيحاً فمن البداية لأنه تعلم بشكل صحيح وهو صغير فالتعليم في الصغر كالنقش علي الحجر.. أما عواجيز الفرح هؤلاء فكما اعتزلوا الكرة سيعتزلون الإعلام غير مأسوف عليهم لأن حقيقتهم ستنكشف يوماً ما وأظن أن كثيرين منهم انكشفوا بالفعل لأنهم تربحوا من وراء هذه القنوات جهاراً نهاراً دون علم أصحابها فلما انكشفوا طردوا شر طردة أو تواروا مكسوفين مخذولين!
الحدق يفهم: ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع..