فتحت صحيفة جزائرية ملفا ساخنا على الساحة الكروية في البلاد، حيث وجدت في التجنيس الحل الوحيد لإصلاح الكرة الجزائرية والرقي بمستواها بعد العجز الذي أظهره الخضر في الفترة الأخيرة، وغيابهم عن أخر نسختين لبطولة إفريقيا، فضلا عن فشل الأندية والاتحاد في خلق جيل جديد من اللاعبين الموهوبين.
وأكدت صحيفة "الهداف" الجزائرية –في عددها الصادر اليوم الخميس 29 يناير/كانون الثاني- أن تأهل "الخضر" للأدوار النهائية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2010 لن يمكن بأي حال من الأحوال أن يخفي الحقيقة المتمثلة في أن مستوي المنتخب الجزائري في تدن متواصل؛ مقارنة بمستويات دول شمال إفريقيا أو بقية الدول الإفريقية.
ورأت أن التجنيس أمرا ملحا لقهر المنتخب المصري ذهابا وإيابا، والعودة من زامبيا ورواندا بنتيجتين إيجابيتين، الأمر الذي يضمن عودة الخضر من جديد إلى الساحة الدولية والإفريقية بقوة من جديد.
وأبدى النجم الجزائري الكبير رابح ماجر تأييده لهذا الاقتراح طالما أن ذلك سيساعد الخضر على التأهل للمونديال، وقال "إن الجماهير الجزائرية مجنونة بكرة القدم، وتريد أن تسعد بنتائج فريقها، وإذا كان تجنيس لاعبين أجانب سيحقق ذلك، فلابد أن نقوم به بدون حرج".
وكشف ماجر عن أنه عندما تولي تدريب المنتخب الجزائري طلب تجنيس لاعبين أجانب، وذلك عام 1994، مشيرا إلى أن تواضع مستوى اللاعبين المحليين، وعدم تقديهم للمستوي المطلوب هو ما دفعه لذلك.
وأوضح أن المسؤولين وقتها سخروا منه وانفجروا في الضحك، لكنه لم يشعر وقتها بالحرج، إنما كان همه الأول مصلحة المنتخب، معتبرا في الوقت نفسه أن هذا هو الحل الأنسب للنهوض بالمنتخب الجزائري.
من جهته، اعتبر النجم الجزائري السابق لخضر بلومي أن رفع مستوي الكرة الجزائرية وحلم رؤية الخضر يحققون نتائج وإنجازات كبيرة يقتضي التفكير في عدة حلول، من بينها تجنيس اللاعبين الأجانب.
واشترط بلومي أن يتم تجنيس لاعبين على مستوى عال حتى يفيدوا المنتخب، لكنه أكد أن المتميزين سوف ينضمون إلى منتخبات بلادهم، ولن يبقى إلا متوسطو المستوي الذين سيتم تجنيسهم كما فعلت قطر.
وأصر النجم الجزائري على أن غرس روح المنافسة والبطولة في اللاعبين الجزائريين مثلما كان الحال في لاعبي الخضر أيامه، قد يكون حلا أخر غير تجنيس اللاعبين الأجانب، منتقدا تحفيز الاتحاد الجزائري للاعبين بالأموال (100 يورو) للتأهل إلى نهائيات مونديال 2010؛ لأن الأموال ستشغلهم عن هدفهم الأسمى.
بدوره، سخر محمد راوراوة عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكرة الجزائري، رئيس اتحاد شمال إفريقيا، عضو الاتحاد الدولي "الفيفا" من اقتراح تجنيس لاعبين أجانب، بقوله "الجزائر لم تتمكن من تجنيس لاعب إمكاناته كبيرة من أم جزائرية فقط، فكيف بنا نفكر في الاستفادة من لاعب أجنبي".
وأوضح راوراوة أن هذا الأمر في الجزائر صعب جدا؛ لأننا نكن احترامنا كبيرا لقانون الجنسية، لكن كلام راوراوة جاء مناقضا للقانون الجزائري الذي يسمح بتجنيس الأجنبي؛ الذي يكون فيه فائدة للبلاد.
من جانبه، حذر جوزيف بلاتر من تنامي ظاهرة تجنيس اللاعبين الأجانب، مشيرا إلى أن منافسات كأس العالم في المستقبل ستكون مليئة باللاعبين البرازيليين ما لم يتم التصدي لهذه الظاهرة المتنامية.
وأوضح بلاتر أنه إذا لم نتصدَ للغزاة القادمين من البرازيل فإننا سنواجه مشكلة في كأسي العالم 2014 و2018، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشكل خطرا كبيرا، خاصة أن هناك 60 مليون لاعب كرة قدم في البرازيل، لكن هناك 11 مكانا فقط في المنتخب البرازيلي.
أما الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فانتقد هذه الظاهرة بشدة مفضلا المحافظة على وحدة المنتخبات، وقال "من الأفضل للدول أن تلعب بلاعبين ينتمون إلى ترابها بدلا من اشتراء لاعبين لتمثيلها، وهذا أمر غير مرغوب".
وجاء انتقاد بلاتيني في غير محلة خاصة أن المنتخب الفرنسي أحد أبرز المنتخبات التي اعتمدت على اللاعبين الأجانب، حيث حقق من خلالهم إنجازات كبيرة أبرزها إحراز كأس العالم 1998، وبطولة أوروبا عام 2000.
ويعد المنتخبان القطري والبحريني والتونسي من أبرز المنتخبات العربية التي اعتمدت على لاعبين أجانب، وقد نجحت قطر من خلال ذلك في تحقيق بطولة الخليج لأول مرة في تاريخها عام 2006، كما حصلت تونس على بطولة إفريقيا لأول مرة في تاريخها أيضا عام 2004.