كنت حتى وقت قريب من عاشقي الذهاب إلي ملاعب كرة القدم ومشاهدة المباريات سواء المحلية أو الدولية .. وكانت المتعة الكبيرة أثناء الذهاب إلي الإستاد أي في طريقي أنا وأصدقائي لمشاهدة المباراة ومن قبلها مشاهدة السيارات من حولنا تشير لنا وتهلل معنا وترفع الإعلام.
ذهبت للعديد من الملاعب علي مستوي مصر، أهمها استادات القاهرة وبورسعيد والإسكندرية والإسماعيلية التي قضيت بها عاما كاملا وحضرت جميع مباريات فريق الإسماعيلي، وكانت وقتها فكرة الذهاب إلي الاستاد مثل الرحلة التي يتم التحضير لها منذ المساء من غذاء وماء ورايات وسيارات مزينة.
أما الآن .. وبعد ما حدث في مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة من إهانة للجماهير التي كانت علي أبواب استاد القاهرة، فأنا أدعو الجميع بعدم الذهاب بإقدامهم إلي التهلكة والإهانة النفسية ومن الممكن أن تتطور إلي البدنية أيضا إذا لم تمتثل للأوامر التي يلقيها عليك أفراد المفترض إنهم مسئولون عن امن هذا الجمهور وليس إرهابه.
نطق لساني بهذه الدعوة الغريبة بعدما حكي لي احد أصدقائي ضحايا الذهاب إلي الاستاد عن ما واجهه هو وجميع من ذهب لمتابعة مباراة الأهلي والزمالك من تفتيش وإهانات بعد أن تحولت بوابات الاستاد إلي ما يشبه لجان المرور والتفتيش حتى إنني ومن شدة دهشتي سألته: وهل طلب منكم إبراز إثبات الشخصية من اجل التأكد من هويتكم ؟
دعوتي هنا تأتي بعد أن كنا ننادي من مواقعنا جماهير الكرة بالذهاب للملاعب وملأ المدرجات من اجل مؤازرة فرقها وتشجيع اللاعبين لإثارة كل ما لديهم من مجهود ومهارات، ومن اجل إمتاع ومكافأة تلك الجماهير علي حضورها المباراة وتحمل عناء الطريق، واذكر انه في احدي مباريات الأهلي والزمالك كان يجلس خلفي مجموعة، وسألت أحدهم عن المحافظة التي حضروا منها، فأخبرني احدهم إنهم جاءوا خصيصا من أسيوط لتشجيع فريقهم ثم العودة فجرا.
أما الآن وبعد ما علمته من جميع سيئي الحظ ممن تابعوا مباراة دربي القاهرة بين الأهلي والزمالك في الاستاد، أصبح الجمهور يذهب للعذاب والضيق وقلة الاحترام، وفي بلاد العالم الآخر الذي لا نعلم عنه شيئا بما إننا نشاهد ونتابع ولا نتعلم، هناك يذهبون للمباريات من اجل المتعة والاستمتاع، حتى وان كانت فرقهم غير ذي سمعة أو شهرة ولا تنافس علي البطولات، وتابعوا الدوري الانجليزي.
هل وصل بنا الحال إلي أن نعاقب رجال ونساء محترمين بل وأطفال يفترض أننا نزرع فيهم حب الرياضة منذ الصغر – نحاسبهم علي أفعال غيرهم ؟! .. من قال هذا ؟ وبأي منطق تعم السيئة بهذا الشكل، وان كان لي تحفظ شخصي علي رد فعل المسئولين عما حدث مع رابطة الاولترا سواء الأهلاوي أو الزملكاوي.
ورأيي الشخصي المتواضع عن هذا الموضوع باختصار حتى لا نخرج عن قلب الموضوع يقول: إذا كان احد المسئولين يري أن هؤلاء الأفراد قد أجرموا ويجب محاسبتهم، فلماذا تم الإفراج عنهم جميعا بعد انتهاء مباراة الأهلي والزمالك مباشرة ؟ وإذا كان الهدف من تلك الخطوة هي إبعادهم عن المباراة، فهل سيتم القبض عليهم قبل أي مباراة حتى نهايتها ؟!
جماهير الناديين التي لم تذهب لمباراة الأهلي والزمالك فازت قبل أن يفوز الأهلي أو الزمالك، فهي لم تخلع القمصان أو الفانلات من اجل إجراءات الأمن والتفتيش، ولم تقم بخلع الأحذية أيضا .. نعم الأحذية وليست غلطة إملائية، هذا بجانب التفتيش المهين وغير الآدمي وكأننا علي حدود دولة معادية ولسنا في بلد واحد.
من المسئول عن تلك الفوضى ؟ إنها مباراة كرة ليست إلا، فلا يعقل أن نهين الآلاف من اجل شخص واحد قامت بعض الجماهير بسبه فقرر الانتقام مع العلم انه ليس الأول ولا الأخير الذي تقف الجماهير ضده، ولا يعقل إن نلقي بجميع الأمور وقوانين الأرض الإنسانية في الأرض من اجل فرد.