هناء كامل
دفع منتخب اليد الثمن.. دفع ثمن الأحداث التي شهدتها اللعبة طوال العام الماضي.. والصراع الخفي والمعلن بين المجلس القومي للرياضة واتحاد اللعبة السابق برئاسة د.حسن مصطفي.
خرج المنتخب من بطولة العالم لكرة اليد في كرواتيا صفر اليدين.. وابتعد عن المراكز المتقدمة حتي المركز الثاني عشر.. وهي نتيجة مخيبة للآمال. ولكن الواقع يقول أن اتحادا شهد هذا الكم من الصراعات والخلافات لابد أن تكون المحصلة ماشاهدناه في كرواتيا.
لاعبون بلا روح أو حماس.. جهاز فني يعلم أن أيامه معدودة فلم يعد حريصا علي قدح زناد فكره من أجل خطط وتكتيكات لمواجهة أبطال العالم.
والأهم أن كلا من الاتحادين الحالي والسابق لن يتحمل مسئولية نتائج البطولة.. فالاتحاد الحالي استلم المهمة قبل أيام من انطلاق البطولة وبالتالي فهو لا يجب محاسبته عن برامج الاعداد وظروف المباريات واختيار الأجهزة واللاعبين.
والاتحاد السابق يمكن أن يعلق أسباب الخسارة علي ابتعاده عن القيادة مما افقد اللاعبين حماسهم وأضعف قدرتهم القتالية في الملعب مما انعكس علي الاداء والنتائج.
المهم الآن.. هو اغلاق ملف بطولة العالم فورا.. لان مناقشته سيفتح العديد من الجروح.. ويزيد إلتهاب الجروح المفتوحة أصلا.. ولن يفيد في شيء.
ومن هنا ستكون المهمة الصعبة للاتحاد الجديد بقيادة هادي فهمي.. لانه لن يجد الطريق ممهدا لتنفيذ سياسته.. ولكن هناك بالتأكيد داخل أسرة اللعبة من يزال ينتمي بعواطفه لقيادات الاتحاد السابق ويدين لها بأفضال.. ومن المستحيل تغيير كل أفراد هذه الأسرة من الموالين للدكتور حسن مصطفي صاحب البصمات الواضحة علي أسرة اليد.
وقد اسعدتني الأنباء التي ترددت عن احتمال تولي الكابتن جمال شمس منصب المدير الفني لمنتخب مصر.. لانه بالفعل الأفضل والأحق بهذه المهمة.. فقدرات شمس لا يمكن الاختلاف عليها.. وهو أحد أبناء اللعبة المخلصين والذين تعرضوا لظلم بين كان من نتيجته ابتعاده وسفره ليكون سفيرا رائعا لكرة اليد المصرية في العديد من الملاعب العربية.. ولاشك أن عودته لمصر ولمنتخبها هو اعادة حق أصيل لأصحابه.. واعتقد أن جمال شمس يستطيع أن يجمع شمل المنتخب من جديد.. وأن يدفع بدماء جديدة في صفوفه.. وربما امكنه القيام بدور أكبر في اعادة ترميم العديد من المنتخبات.. ووضع قواعد تنظيمية لدولاب العمل في الاتحاد.. واتمني أن تستفيد قيادات الاتحاد من خبرات وامكانيات جمال شمس لانه يستطيع أن ينقل اللعبة لمرحلة جديدة بالفعل.
كلمة أخيرة للمحاسب هادي فهمي في بداية قيادته لاتحاد اليد.. أرجو أن تحظي فرق ومسابقات البنات باهتمام الاتحاد.. وأن يعود منتخب مصر للآنسات للتألق والانجازات كما كان منذ سنوات بعيدة.. بعد أن وجد من الاهمال والتجاهل الكثير.. وهي مهمة صعبة لكن أملي كبير أن يحقق الاتحاد الجديد هذا الرجاء وهو قادر عليه.